-A +A
فهد بن فؤاد الفارسي
قال تعالى «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» صدق الله العظيم.

ما حققه المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بيده يعد أول توحيد سياسي في التاريخ المعاصر وعمره لم يتجاوز ٢٦ عاماً.


لا يساورني أدنى شكّ أن الله سبحانه وتعالى (العلي القدير) قد اختص الملك المؤسس بما حققه من توحيد للمملكة وهيأ له الإنسان والزمان والمال ليكون بحقّ خادم الحرمين الشريفين وهذا أمر عظيم اختصه الله بعبد من عباد الله الصالحين طيب الله ثراه.

ويُروى عن الملك المؤسس أنه وجّه أبناءه وبشكل قاطع أن من يتولى منهم البيعة والملك فله السمع والطاعة والولاء التامين.

ولعل الملك المؤسس أدرك بما حباه الله من قدرة وحكمة وذكاء وقوة أن من أسباب عدم استمرار الدولة السعودية الأولى والثانية كان هو الخلاف والشقاق بين أبناء الأسرة وكان له ما أراد ولله الحمد، لأنه طيّب الله ثراه لم يكن قارئا للتاريخ فحسب بل كان صانعا للتاريخ وأيّ تاريخ.....

ونحن أبناء هذا الوطن المعطاء وبحمد الله أن قيّض لنا الله حكم سيدي الملك سلمان الإمام العادل وهيأ للمملكة ولي عهده الأمين سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ذا رؤية عظيمة سدد الله على دروب الخير خطاه.

قال سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلّم (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) أبو داوود- الملاحم- ما يذكر في قرن المائة.

حديث صحيح.

ولعلّي أستقرئ من أحداث التاريخ الذي هو مرآة الواقع والمستقبل لبعض من حكام وولاة الأمر لمملكتنا الغالية:

انطلق الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه في يناير عام ١٩٠٢م ويبلغ من العمر ٢٦ عاماً وقضى أكثر من ٢٠ عاماً في توحيد المملكة على أكثر من جبهة.

يليه الملك سعود رحمه الله المولود في عام ١٩٠٢م الذي قد شارك في معركة جراب عام ١٩١٥م ويبلغ من العمر آنذاك ١٣ عاماً وقد تولّى زمام الأمور بالإنابة أثناء انشغال الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بضم مكة المكرمة عام ١٩٢٤م وكان لم يتجاوز عمره الثامنة عشر.

يليه المغفور له بإذن الله الملك فيصل مواليد عام ١٩٠٦ ميلادي أدخله والده المؤسس الملك عبدالعزيز في السياسة في سن مبكرة حيث أرسله في زيارات للمملكة المتحدة مع نهاية الحرب العالمية الأولى ويبلغ من العمر ١٣ عاماً، وتجدر الإشارة الى أن الملك فيصل رحمه الله في ريعان شبابه أوفده الملك المؤسس (طيب الله ثراه) لتمثيل المملكة في المؤتمر التاريخي لتأسيس الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو.

وعُين رحمه الله عام ١٩٢٦م نائباً عاماً لجلالة المؤسس وهو في سن العشرين.

يليه الملك خالد رحمه الله الذي تمّ تعيينه نائباً للأمير فيصل بالحجاز عام ١٩٢٦م ويبلغ الثالثة عشر من العمر.

يليه الملك فهد رحمه الله الذي تولى أول منصب كوزير للمعارف ويبلغ من العمر ٣٢ عاماً ووزيراً للداخلية في الأربعين من العمر ثم نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

يليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الذي تولى منصب رئاسة الحرس الوطني في نهاية العقد الثالث من عمره.

وصولاً إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعزه الله ونصره الذي عٌين عام ١٩٥٤م أميراً وحاكماً للرياض وهو في سن التاسع عشرة بالإضافة إلى العديد من المناصب والمهمات الذي حملها على عاتقه ومسؤوليته حتى يومنا هذا.

ما يحدث اليوم من تغييرات جذريّة في الحقيقة هي ليست بغريبة وإنما هي النواة الحقيقية التي زرعها المؤسس (طيّب الله ثراه) وهنا تكمن حكمة وحنكة مليكنا المفدّى حفظه الله بالتغيير وضخ الدماء الشابة في الحكم وهو ديدن المؤسس.